علي بن حمزة العمري
أعتقد
أننا بحاجة أن نقول آراءنا بكل حرية بعيدًا عن أيدلوجيات المحبين أو
الحانقين، إنّما نذكر رأينا الذي نعتقده، وتؤيده أفكارنا ومشاربنا!
إنني مؤمن تمام الإيمان بأهمية دور المرأة، وأثرها في التغيير أو في تحييد تصرفات من تحتها على أقل تقدير.
ومن باب الطرفة حدثني أحد الأساتذة أن طالبًا سعوديًّا
مبتعثًا لعبت به الوساوس، وقرر أن يذهب إلى إحدى المقاهي (إيَّاها)!!،
إلاَّ أنه قبل أي زيارة يُصاب بدوران في رأسه، أو تتعثر خطواته! ولما باءت
كل المحاولات بالفشل، قال لأستاذه : لقد أصابتني دعوات أمي!
المرأة.. هي الأم، هي المربية، هي المسؤولة، هي المحضن، هي المحرّكة لكل الفضائل.
وجدناها تجيِّش الجيوش في الغزوات، ووجدناها تطبب المرضى في المعارك، ووجدناها تستدرك المسائل على الفقهاء، ووجدناها تُدلي برأيها في الشورى، ووجدناها تصعد الجبال لنقل الأخبار.
هذا ما وجدناها عليه قديمًا، ووجدناها اليوم وزيرة، وبرلمانية، ورئيسة لجامعة، وسيدة أعمال.
وفي المستقبل سنجدها.. ونجدها.. ونجدها!
وأمام كل التحوّلات الهائلة في وسائل الإعلام، وفي ميدان الحياة التي لا تخلو من نبضة أنثى، نستعلي عليها أن تقود السيارة!
لقد وجدتها في الغرب بأسره تقود السيارة، وحديثي ليس عن
(الخواجات) إنما عن العربيات المسلمات، وجدناها على شاشات التلفزة، وصفحات
الجرايد، ومواقع الإنترنت، وجدنا كلمتها، وصوتها، ورأيها، وحِراكها،
وتغييرها.
يا أيُّها الفقهاء الأكارم، يا أيُّها الدعاة الأفاضل، يا شباب، يا بنات، خذوها مني للتاريخ:
(قيادة المرأة للسيارة في هذا العصر ضرورة).
كيف نريد أن تؤثر المرأة في الإعلام؟ كيف نريد لها أن تؤثر في الدعوة؟ كيف نريد لها أن تؤثر في الجامعة والكلية؟ كيف.. وكيف..؟!
كيف يحصل هذا وهي لا تقود السيارة، ونضع لها الشروط؟ وللأسف تحت مسمّى الشرعية التي هي في الأصل عرفية، لنحرمها دورًا لابد أن تؤديه؟
إنني أعترض على الرأي الذي يحرمها هذا الحق في هذا العصر المتطور.
وللأمانة فأنا مع بعض السادة الفقهاء، والسادة النجباء الذين وضعوا بعض الضوابط لحمايتها كعامل السن، وطريقة الأداء، ومراعاة واجبات الأسرة.
بالله عليكم يا أيُّها السادة ألا ترون أن الساحة في كثير من مجالاتها تغري نساءنا وبناتنا
في الأندية الرياضية، والمسارح الفنية، والبرامج الإعلامية، والأنشطة
الاجتماعية، والمجالس العلمية، والحوارات الإنترنتية؟! ألا يستدعي هذا كله
العقلاء أن يسمحوا للمرأة أن تقود السيارة ؟! وحتى أكون قدوة سأبدأ بأهلي
-بإذن الله- كنموذج، وأقول لهنّ هذه الموعظة القصيرة:
(السيارة) في اللغة تعني المجموعة المارّة، و(القيادة) تعني التوجيه والتأثير لهدف معين، ودمتنّ بخير، وكل قائدات السيارة!!